للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حضر خروجها إلى الشام، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك فى عيراتها «١» ، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك؛ وبلغ خديجة ذلك، فأرسلت إليه تقول: أنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك، فقال أبو طالب: هذا رزق ساقه الله إليك، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه ميسرة غلام خديجة، وجعل عمومته يوصون به أهل العير، فساروا حتى قدموا بصرى «٢» ، فنزلا فى ظلّ شجرة، فقال نسطورا «٣» الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قطّ إلّا نبىّ. ثم سأل ميسرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أفى عينيه حمرة «٤» ؟ قال: نعم لا تفارقه؛ قال: هو نبىّ «٥» ، وهو آخر الأنبياء؛ ثم باع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سلعة فوقع بينه وبين رجل تلاخ، فقال له: احلف باللّات والعزّى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما حلفت بهما قطّ، وإنّى لأمرّ فأعرض عنهما، فقال الرجل القول قولك، ثم قال لميسرة «٦» : هذا والله نبىّ تجده أحبارنا منعوتا فى كتبهم؛ وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتدّ الحرّيرى ملكين يظلان رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الشمس، فوعى ذلك كلّه، وباعوا تجارتهم، وربحوا ضعف ما كانوا يربحون؛ فلما رجعوا وكانوا بمرّ الظّهران «٧» قال ميسرة: يا محمّد! انطلق إلى خديجة فأخبرها