خدم له، أما والله ليفرقنّهم شيعا، وليقسمنّ بينهم حظوظا وجدودا «١» . ويقال إن النّجدىّ إبليس لعنه «٢» الله. فقال أبو طالب:
إن لنا أوله وآخره ... فى الحكم والعدل الذى لا ننكره
وقد جهدنا جهده لنعمره ... وقد عمرنا خيره وأكثره «٣»
فإن يكن حقّا ففينا أوفره
قال: ثم بنوا حتى انتهوا إلى موضع الخشب، وكان خمسة عشر جائزا «٤» سقفوا البيت عليه، وبنوه على ستة أعمدة، وأخرجوا الحجر من البيت، قالت عائشة رضى الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قومك استقصروا فى «٥» بنيان الكعبة، ولولا حداثة عهدهم بالشّرك أعدت فيه ما تركوا منه، فإن بدا لقومك من بعدى أن يبنوه، فهلمّ أريك ما تركوا منه، فأراها قريبا من سبعة «٦» أذرع فى الحجر، وقال صلى الله عليه وسلم: ولجعلت لها بابين شرقيّا وغربيا، أتدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟ قالت: فقلت: لا أدرى. قال: تعزّزا أن لا يدخلها إلا من أرادوا.
قال ابن هشام «٧» : وكانت الكعبة على عهد النبىّ صلى الله عليه وسلم ثمانى عشرة ذراعا، وكانت تكسى القباطىّ «٨» ثم كسيت البرود «٩» ، وأوّل من كساها الديباج الحجّاج ابن يوسف «١٠» .