قال: وكان شعار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم بدر: أحد أحد.
قال ابن إسحاق: وأقبل أبو جهل يومئذ يرتجز وهو [يقاتل «١» و] يقول:
ما تنقم الحرب العوان منّى ... بازل عامين حديث سنّى «٢» .
لمثل هذا ولدتنى أمّى
قال: فلما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عدوّه أمر أن يلتمس أبو جهل بن هشام فى القتلى، فمرّ به عبد الله بن مسعود، قال: فوجدته بآخر رمق فعرفته، فوضعت رجلى على عنقه، فقال لى: لقد ارتقيت يا رويعى الغنم مرتقى صعبا، ثم قال: أخبرنى لمن الدائرة اليوم؟ فقلت: لله ولرسوله؛ ثم احتززت رأسه، ثم جئت به إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، هذا رأس عدوّ الله أبى جهل؛ فقال: الله «٣» الذى لا إله غيره؟ قلت: نعم والله الذى لا إله غيره، ثم ألقيت رأسه بين يدى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وعن عائشة أمّ المؤمنين رضى الله عنها قالت: لما أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقتلى أن يطرحوا فى القليب، طرحوا فيه إلا أميّة بن خلف فإنه انتفخ فى درعه فملأها فذهبوا ليحرّكوه فتزايل «٤» ، فأقرّوه وألقوا عليه ما غيّبه من التراب والحجارة، قالت: ولما ألقوا فى القليب، وقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يأهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فإنى قد وجدت ما وعدنى