للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذا مال كثير متفرّق فى قومه «١» ] . وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر، وبعث مكانه العاص ابن هشام بن المغيرة [وكذلك كانوا صنعوا، لم يتخلف رجل إلا بعث مكانه رجلا «٢» ] ، فلما جاء الخبر عن مصاب أصحاب بدر كتبه «٣» الله وأخزاه، ووجدنا فى أنفسنا قوّة وعزا، وكنت رجلا ضعيفا، وكنت أنحت الأقداح فى حجرة زمزم، فو الله إنى لجالس فيها أنحت أقداحى وعندى أمّ الفضل جالسة، وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل أبو لهب يجرّ رجليه بشرّ، حتى جلس على طنب «٤» الحجرة، وكان ظهري إلى ظهره، فبينما هو جالس إذ قال الناس «٥» : هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب. فقال أبو لهب: هلمّ إلىّ، فعندك لعمرى الخير. قال: فجلس إليه والناس قيام عليه، فقال: يابن أخى، أخبرنى كيف كان أمر الناس؟ قال:

والله ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا، ويأسروننا كيف شاءوا، وايم الله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا، على خيل بلق بين السماء والأرض، والله ما تليق «٦» شيئا ولا يقوم لها شىء.

قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة [بيدى «٧» ] ثم قلت: تلك والله الملائكة.

قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهى ضربة شديدة، فثاورته «٨» فاحتملنى، فضرب بى الأرض، ثم برك على صدرى، وكنت رجلا ضعيفا، فقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فأخذته فضربته به ضربة فلقت «٩» رأسه شجّة منكرة، وقالت: