ابن عبيد المخزومىّ، وكان لبعض بنى الحارث بن الخزرج، فترك فى أيديهم حتى خلّوا سبيله، فلحق بقومه، وصيفىّ بن أبى رفاعة المخزومىّ، ترك فى يد أصحابه فلم يأت أحد فى فدائه، فأخذوا عليه العهد ليبعثنّ إليهم بفدائه وخلّوا سبيله، فلم يف لهم بشىء، وأبو عزّة عمرو بن عبد الله بن عثمان بن وهب بن حذافة بن جمح كان محتاجا ذا بنات فقال: يا رسول الله، لقد عرفت مالى من مال، وإنى لذو حاجة وذو عيال، فامنن علىّ، فمنّ عليه وأخذ عليه ألّا يظاهر عليه أحدا؛ فقال أبو عزّة فى ذلك:
من مبلغ عنّى الرسول محمدا ... فإنك حقّ والمليك حميد
وأنت امرؤ تدعو إلى الحقّ والهدى ... عليك من الله العظيم شهيد
وأنت امرؤ بوّئت فينا مباءة ... لها درجات سهلة وصعود «١»
فإنك من حاربته لمحارب ... شقىّ ومن سالمته لسعيد
ولكن إذا ذكّرت بدرا وأهله ... تأوّب ما بى حسرة وقعود «٢»
ومنهم وهب بن عمير الجمحى، ولإطلاقه سبب نذكره.
ذكر خبر عمير بن وهب وإسلامه، وإطلاق ولده وهب بن عمير.
قال ابن إسحق فى سبب إطلاق وهب بن عمير: إنّ أباه عمير بن وهب بن خلف بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب جلس مع صفوان بن أميّة فى الحجر بعد مصاب أهل بدر بيسير- قال: وكان عمير بن وهب شيطانا من شياطين قريش، ممن كان يؤذى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، ويلقون منه عناء وهو بمكة- فذكر أصحاب القليب «٣» ومصابهم. فقال صفوان: والله إن