وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.
فلما تيقّن الخبر خرج حتى قدم مكة فنزل على المطّلب بن أبى وداعة السّهمى، وجعل يحرّض على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وينشد الأشعار «١» ويبكى أصحاب القليب من قريش.
ثم رجع إلى المدينة فشبّب «٢» بنساء المسلمين حتى آذاهم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«اللهم اكفنى ابن الأشرف بما شئت» ؛ وقال:«من لى بابن الأشرف فقد آذانى» ؟ فقال محمد بن مسلمة، أخو بنى عبد الأشهل: أنا لك به يا رسول الله، أنا أقتله؛ قال:«فافعل إن قدرت «٣» على ذلك» . فرجع [محمد بن «٤» ] مسلمة فمكث ثلاثا لا يأكل ولا يشرب إلا ما يمسك رمقه؛ فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له:«لم تركت الطعام والشّراب» ؟ فقال: يا رسول [الله «٥» ] ؛ قلت لك قولا لا أدرى هل أفى لك به أولا؟ قال:«إنما عليك الجهد» قال: يا رسول الله؛ لا بدّ لنا من أن نقول «٦» ، قال:«قولوا ما بدا لكم، فأنتم فى حلّ من ذلك» . فاجتمع على قتله محمد بن مسلمة، وأبو نائلة سلكان بن سلامة بن وقش- وكان أخا كعب من