للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحبّ أوّل ما يكون لجاجة ... تأتى به وتسوقه الأقدار.

حتّى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار.

قال: فما بقى أحد إلا رحمها. فقال لها مولاها: يا فلانة، امضى معنا إلى بيتنا! فأبت وقالت:

شغل الحلى أهله أن يعارا

قال: وذكر بعض من رآها ليلة وقد لقيتها جارية أخرى مجنونة فقالت لها:

فلانة، كيف أنت؟ قالت: كما لا أحب، فكيف أنت من ولهك وحبّك؟ قالت:

على ما لم يزل، يتزايد على مرّ الأيام! قالت لها: فغنّى بصوت من أصواتك فإنى قريبة.

الشّبه بك! فأخذت قصبة توقّع بها وغنّت:

يا من شكا ألما للحبّ شبّهه ... بالنار في القلب من حزن وتذكار!

إنّى لأعظم ما بى أن أشبّهه ... شيئا يقاس إلى مثل ومقدار.

لو أنّ قلبى في نار لأحرقها، ... لأنّ أجزاءه أذكى من النّار!

ثم مضت.

وحكى عن سليمان بن يحيى بن معاذ قال: قدم علىّ بنيسابور إبراهيم بن سبابة الشاعر البصرى. فأنزلته علىّ فجاء ليلة من الليالى وهو مكروب قد هاج. فجعل يصيح بى: يا أبا أيوب! فخشيت أن يكون قد غشيته بلية، فقلت: ما تشاء؟

فقال:

أعيانى الشادن الرّبيب!

فقلت: بماذا؟

فقال:

أشكو إليه فلا يجيب!

فقلت: داره وداوه!