للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدّا عن ذلك، طلقتها. فما استكملت عدّتها حتّى تزوّج بها. فلما دخل بها أرسل إلىّ فأطلقنى. وقد أتيتك يا أمير المؤمنين مستجيرا بك، وأنت غياث المكروب، وسند المسلوب. فهل من فرج؟ ثم بكى وقال في بكائه:

فى القلب منّى نار ... والنار فيها استعار!

والجسم منّى نحيل ... واللون فيه اصفرار.

والعين تبكى بشجو ... فدمعها مدرار.

والحبّ داء عسير ... فيه الطّبيب يحار.

حمّلت منه عظيما ... فما عليه اصطبار.

فليس ليلى ليلا ... ولا نهارى نهار!

فرقّ له معاوية وكتب إلى ابن الحكم كتابا غليظا، وكتب في آخره:

ركبت أمرا عظيما لست أعرفه ... أستغفر الله من جور امرئ زانى!

قد كنت تشبه صوفيّا له كتب ... من الفرائض أو آيات فرقان.

حتّى أتانا الفتى العذرىّ منتحبا ... يشكو إلىّ بحقّ غير بهتان.

أعطى الإله عهودا لا أخيس بها: ... أو لا فبرّئت من دين وإيمان!

إن أنت راجعتنى فيما كتبت به ... لأجعلنّك لحما بين عقبان!

طلّق سعاد، وجهّزها معجّلة ... مع الكميت، ومع نصر بن ذبيان!

فما سمعت كما بلّغت من عجب ... ولا فعالك حقّا فعل إنسان!

ثم طوى الكتاب ودفعه إلى الكميت ونصر بن ذبيان وقال: اذهبا به إليه! قال: فلما ورد كتاب معاوية على ابن الحكم وقرأه تنفس الصّعداء، وقال: وددت أن أمير المؤمنين خلّى بينى وبينها سنة ثم عرضنى على السيف! وجعل يؤامر نفسه