فلما بلغ أهلها خبره، حجبوها عنه مدّة، وهو يزيد غراما بها، ويكثر قوله الشعر فيها، فأتوها فقالوا لها: عديه السّرحة، فإذا أتاك فقولى له: نشدتك الله إن أحببتنى فما على الأرض شىء أبغض إلىّ منك، ونحن قريب نسمع ما تقولين؛ فواعدته، وجلسوا قريبا يسمعون، وجلست عند السرحة، وأقبل عبد الله لموعدها، فلمّا دنا منها دمعت عينها، والتفتت حيث أهلها جلوس، فعرف أنهم قريب، فرجع، وبلغه ما أمروها به أن تقوله، فأنشأ يقول:
فلو قلت ما قالوا لزدت جوى جو «٣» ... على أنه لم يبق ستر ولا صبر
ولم يك حبّى عن نوال بذلته ... فيسلينى عنك التجلّد والهجر «٤»
وما أنس م الأشياء لم أنس دمعها ... ونظرتها حتى يغيّبنى القبر