فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا ورموا بالنّبل، ثم حمل عليهم علىّ رضى الله عنه بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا، فتفرقوا وانهزموا، فكفّ عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام، فأسرعوا وأجابوا، وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام، وقالوا:
نحن على من وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حقّ الله، وجمع علىّ الغنائم فحمّسها، وقسم على أصحابه بقية المغنم، ثم قفل، فوافى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمكة حين قدمها للحج سنة عشر. حكاه ابن سعد «١» .
وقال محمد بن إسحاق، لما رجع علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه من اليمن إلى مكة، دخل على فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فوجدها قد حلّت فقال: مالك يا بنت رسول الله «٢» ؟ قالت: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن نحلّ بعمرة فحللنا، ثم أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما فرغ من الخبر عن سفره، قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«انطلق فطف بالبيت وحلّ كما حلّ أصحابك» قال: يا رسول الله، إنى أهللت بما أهللت؛ قال:«فارجع فاحلل كما حلّ أصحابك» قال: يا رسول الله، إنّى قلت حين أحرمت: اللهم إنى أهلّ بما أهلّ به نبيّك وعبدك ورسولك محمد، قال:«فهل معك من هدى» ؟ قال: لا، فأشركه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى هديه، وثبت على إحرامه مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى فرغا من الحجّ، ونحر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الهدى.
قال: ولما أقبل علىّ من اليمن تعجّل إلى رسول الله، واستخلف على جنده الذين معه رجلا من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كلّ رجل من القوم حلة من البزّ الذى كان مع علىّ، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم، فإذا عليهم الحلل؛ قال: