وحمران بن جابر، وعلىّ بن سنان، والأقعس بن مسلمة «١» ، وزيد بن عمرو «٢» ، ومسيلمة ابن حبيب، وهو الكذّاب. وعلى الوفد سلمى بن حنظلة، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث «٣» ، وأجريت عليهم ضيافة. فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى المسجد، فسلّموا عليه وشهدوا شهادة الحقّ، وخلّفوا مسيلمة فى رحالهم. وأقاموا أياما يختلفون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وكان رجّال بن عنفوة يتعلّم القرآن من أبىّ بن كعب، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم، أمر لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بجوائزهم: خمس أواق لكل رجل، فقالوا: يا رسول الله، خلّفنا صاحبا لنا فى رحالنا يبصرها لنا، وفى ركابنا يحفظها علينا، فأمر له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمثل ما أمر لأصحابه. وقال:«ليس بشرّكم مكانا لحفظه ركابكم ورحالكم» . فقيل ذلك لمسيلمة فقال: عرف أنّ الأمر إلىّ من بعده.
وأعطاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إداوة من ماء فيها فضل طهوره، فقال:«إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم «٤» ، وانضحوا مكانها بهذا الماء، واتخذوا مكانها مسجدا» ففعلوا، وصارت الإداوة عند الأقعس بن مسلمة، وصار المؤذّن طلق بن علىّ، فأذّن فسمعه راهب البيعة، فقال: كلمة حقّ. وهرب فكان آخر العهد به.
ثم ادّعى مسيلمة الكذّاب بعد ذلك النبوّة، وشهد له الرّجّال «٥» أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشركه فى الأمر، فافتتن الناس به، وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى فى خلافة أبى بكر الصّدّيق رضى الله عنه.