قال: وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم راوية خمر وأفراسا وقباء «١» مخوّصا بالذهب، فقبل الأفراس والقباء وأعطاه العباس بن عبد المطلب، فقال: ما أصنع به؟ قال:«تنزع الذهب فتحليه نساءك، أو تستنفقه، ثم تبيع الدّيباج فتأخذ ثمنه» ، فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم.
قال وقال تميم: لناجيرة من الرّوم، لهم قريتان يقال لأحداهما حبرى «٢» والأخرى بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لى، قال:«فهما لك» فلما قام أبو بكر رضى الله عنه أعطاه ذلك، وكتب له به كتابا، وأقام وفد الدّاريّين حتى توفّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأوصى لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بجادّ «٣» مائة وسق من خيبر، هكذا حكى ابن سعد فى طبقاته.
وشاهدت أنا عند ورثة الصاحب الوزير فخر الدين أبى حفص عمر، ابن القاضى المرحوم الرئيس مجد الدين عبد العزيز المعروف بابن الخليلى التميمىّ رحمه الله، كتابا يتوارثونه كابرا عن كابر، يقولون: هو كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذى كتبه لتميم الدارىّ وإخوته، وهو فى قطعة من أدم مربّعة دون الشّبر قد غلّفت بالأطلس «٤» الأبيض، يزعمون أن ذلك من خفّ كان لأمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، وقد بقى بهذه القطعة الأدم آثار أحرف خافية، لا تكاد تبين إلا بعد إمعان التأمّل، وتحقيق النظر، وعلى هذه القطعة