للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام أهل نجران على ما كتب لهم به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى قبضه الله تعالى. ثم ولّى أبو بكر فكتب بالوصاة بهم عند وفاته، ثم أصابوا ربا فأخرجهم عمر بن الخطاب من أرضهم، وكتب لهم:

«هذا ما كتب عمر أمير المؤمنين لنجران. من سار منهم إنه آمن بأمان الله، لا يضرّهم أحد من المسلمين؛ وفاء لهم بما كتب لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر- أما بعد- فمن وقعوا «١» به من أمراء الشام وأمراء العراق فليوسعهم من جريب «٢» الأرض، ما اعتملوا من ذلك فهو لهم صدقة، وعقبة لهم بمكان أرضهم، لا سبيل عليهم فيه لأحد ولا مغرم- أمّا بعد- فمن حضرهم من رجل مسلم فلينصرهم على من ظلمهم، فإنهم أقوام لهم الذّمّة. وجزيتهم عنهم متروكة أربعة وعشرين شهرا بعد أن يقدموا، ولا يكلّفوا إلّا من ضيعتهم «٣» ، غير مظلومين ولا معنوف «٤» عليهم.

شهد عثمان بن عفان ومعيقيب بن أبى فاطمة.

قال: فوقع ناس منهم بالعراق، فنزلوا النّجرانيّة التى هى ناحية الكوفة.

وحيث ذكرنا وفادات العرب، فلا بأس أن نصل هذا الفصل بما يناسبه من خبر الجنّ فى إسلامها، ونلحق ذلك بما يتعلق به من إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن أسلم بسبب ذلك، فإنا عند ذكرنا للمبشّرات برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ذكرنا من ذلك طرفا، وأخّرنا بقيته لنذكره فى هذا الفصل، ونبهنا عليه هناك.