قال: أيها الناس، أفيكم سواد بن قارب؟ قال فقلت: يا أمير المؤمنين، وما سواد ابن قارب؟ فقال: إنّ سواد بن قارب كان بدء إسلامه شيئا عجيبا! قال:
فبينا نحن كذلك؛ إذ طلع سواد بن قارب، فقال له عمر: يا سواد، أخبرنى ببدء إسلامك كيف كان؟ قال سواد: فإنّى كنت نازلا بالهند وكان لى رئىّ من الجنّ، قال: فبينا أنا ذات ليلة نائم؛ إذ جاءنى فى منامى ذلك، قال: قم فافهم واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤىّ بن غالب، ثم أنشأ يقول:
عجبت للجنّ وأنجاسها ... وشدّها العيس بأحلاسها «١»
تهوى إلى مكّة تبغى الهدى ... ما مؤمنوها مثل أرجاسها
فانهض إلى الصّفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى راسها
ثم أنبهنى وأفزعنى، وقال: يا سواد بن قارب، إنّ الله عز وجل بعث نبيا فانهض إليه تهتد وترشد، فلما كان فى الليلة الثانية أتانى فأنبهنى، ثم أنشا يقول كذلك:
عجبت للجنّ وتطلابها ... وشدّها العيس بأقتابها
تهوى إلى مكة تبغى الهدى ... ليس قداماها كأذنابها «٢»
فانهض إلى الصّفوة من هاشم ... واسم بعينيك إلى نابها «٣»