فأشهد أنّ الله لا شىء غيره ... وأنّك مأمون على كلّ غائب
وأنّك أدنى المرسلين شفاعة ... إلى الله يابن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى ... وإن كان فيما جاء شيب الذّوائب «١»
فكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... سواك بمغن عن سواد بن قارب «٢»
قال: فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى بدت نواجذه «٣» ، وقال لى:
«أفلحت يا سواد» فقال عمر: هل يأتيك رئيّك الآن؟ فقال: منذ قرأت القرآن لم يأتنى، ونعم العوض كتاب الله عزّ وجلّ من الجنّ.
قال البيهقىّ: ويشبه أن يكون هذا هو الكاهن، الذى لم يذكر اسمه فى الحديث الصحيح، وهو الحديث الذى ذكرناه آنفا قبل خبر سواد.
وقد روى أيضا عن سواد بن قارب، من رواية سعيد بن جبير بنحو هذا، إلا أنه قال: كان سواد فى جبل من جبال الشّراة «٤» ، وقال: أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بمكة، وقد ظهر، فأخبرته الخبر، وبايعته.
قال البيهقىّ رحمه الله: وقوله أتيت مكة أقرب إلى الصّحة [مما رويناه فى الروايتين الأوليين «٥» ] . والله تعالى أعلم.