للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنت أعلم أنه خارج «١» ، لم أكن أظنّ أنّه منكم، فلو أنى أعلم أنّى أخلص إليه لتجشّمت «٢» لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه «٣» . ثم دعا بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذى بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل فقرأه، فإذا فيه «بسم الله الرحمن الرحيم» وذكره كما تقدّم.

قال أبو سفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصّخب، وارتفعت الأصوات «٤» ، وأخرجنا، فقلت لأصحابى حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبى كبشة «٥» ، إنه ليخافه ملك بنى الأصفر «٦» ، فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علىّ الإسلام.

قال: وكان ابن النّاطور صاحب «٧» إيلياء وهرقل أسقفا «٨» على نصارى الشام يحدّث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس «٩» ، فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك، فقال ابن الناطور، وكان هرقل حزّاء «١٠» : ينظر فى النّجوم، فقال لهم حين سألوه: إنى رأيت الليلة حين نظرت فى النجوم ملك الختان قد ظهر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنّك شأنهم،