، فدعى زيد يومئذ زيد بن حارثة، وكان قبل ذلك يدعى زيد بن محمد. قالت عائشة رضى الله عنها: لم يكن أحد من نساء النبى صلّى الله عليه وسلّم يسامينى «٣» في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر على نساء النبىّ صلّى الله عليه وسلّم؛ تقول: إن آباء كنّ أنكحوكنّ وأن الله أنكحنى إياه من فوق سبع سموات. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لزيد بن حارثة:
«اذكرها علىّ» قال زيد: فانطلقت فقلت لها: يا زينب، أبشرى، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسل يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر «٤» ربى؛ فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه:«إن زينب بنت جحش أوّاهة» فقال رجل: يا رسول الله، ما الأوّاه؟ قال:«الخاشع المتضرع، وإِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ
«٥» . وعن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها؛ قالت قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما لنسائه:«أسرعكنّ لحاقا بى أطو لكنّ «٦» يدا» ، قالت: فكنّ يتطاولن أيهنّ أطول يدا، قالت: فكانت أطولنا يدا زينب؛ لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق. وعن عائشة رضى الله عنها أيضا، قالت كانت زينب بنت جحش