للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أن أهبان بن أوس هو صاحب القصة ومكلّم الذئب. وروى أيضا أن صاحب القصة سلمة بن عمرو بن الأكوع، وأنها سبب إسلامه. وحكى أبو عمر بن عبد البر فى ترجمة رافع بن عميرة الطائى أنه كلمه الذئب، وهو فى ضأن له يرعاها، فدعاه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واللحاق به. قال: وزعموا أن رافع بن عميرة قال فى كلام الذئب إياه.

رعيت الضّأن أحميها بكلبى ... من الضّبع الحفىّ وكل ذيب «١»

فلمّا أن سمعت الذئب نادى ... يبشّرنى بأحمد من قريب

سعيت إليه قد شمّرت ثوبى ... على السّاقين قاصدة الرّكيب

فألفيت النّبىّ يقول قولا ... صدوقا ليس بالقول الكذوب

يبشّرنى بدين الحقّ حتى ... تبيّنت الشّريعة للمنيب «٢»

وأبصرت الضّياء يضىء حولى ... أمامى إن سعيت ومن جنوبى

فى أبيات أخر.

وروى ابن وهب: أن مثل هذه القصة وقع لأبى سفيان بن حرب، وصفوان ابن أمية مع ذئب وجداه قد أخذ ظبيا، فدخل الظّبى الحرم فانصرف الذئب فعجبا من ذلك، فقال الذئب: أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار. فقال أبو سفيان: واللّات والعزّى لئن ذكرت هذا بمكة لتتركنا خلوفا «٣» . وقد روى أيضا مثل هذا الخبر، وأنه جرى لأبى جهل وأصحابه.