رأس قيس بن زيد الجذامىّ، ودعا له فهلك وهو ابن مائة سنة، ورأسه أبيض، وموضع كفّ النبى صلّى الله عليه وسلّم وما مرّت يده عليه من شعره أسود، فكان يدعى الأغرّ. وروى مثل ذلك لعمرو بن ثعلبة الجهنىّ. ومسح وجه آخر فما زال على وجهه نور. ومسح وجه قتادة بن ملحان، فكان لوجهه بريق، حتى كان ينظر فيه كما ينظر فى المرآة. ونضح فى وجه زينب بنت أمّ سلمة نضحة من ماء، فما نعرف كان فى وجه امرأة من الجمال ما بها. ومسح على رأس صبى به عاهة فبرأ واستوى شعره، وعلى غير واحد من الصبيان المرضى والمجانين فبرءوا. وأتاه رجل به أدرة «١» فأمره أن ينضحها بماء من عين مجّ «٢» فيها ففعل فبرأ. وعن طاوس:
لم يؤت النبى صلّى الله عليه وسلّم بأحد به مسّ فصكّ فى صدره إلا ذهب. والمس:
الجنون. ومجّ فى دلو من بئر ثم صبّ فيها ففاح منها ريح المسك. وشكا إليه أبو هريرة النسيان فأمره أن يبسط ثوبه، وغرف بيده فيه ثم أمره بضمه ففعل فما نسى شيئا بعد. ومن ذلك درور الشياه الحوائل «٣» باللبن الكثير؛ كقصة شاة أمّ معبد، وأعنز معاوية بن ثور، وشاة أنس، وغنم حليمة، وشارفها «٤» ، وشاة عبد الله بن مسعود، وشاة المقداد، والله أعلم.
ومن معجزاته صلّى الله عليه وسلّم ما أخبر به من الغيوب، وما يكون قبل وقوعه، فكان كما أخبر به صلّى الله عليه وسلّم؛ روى عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقاما، فما ترك شيئا يكون فى مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدّثه «٥» ، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابى هؤلاء،