متلوّن يبدى ويخفى شخصه ... كالبدر يطلع تارة ويغيب.
أرمى مقاتله فتخطئ أسهمى ... غرضى، ويرمى مهجتى فيصيب!
نفسى فداؤك! إنّ نفسى لم تزل ... يحلو فداؤك عندها ويطيب!
مالى ومالك لا أراك تزورنى ... إلا ودونك كاشح ورقيب!
وقال أبو نواس:
شبيه بالقضيب وبالكثيب! ... غريب الحسن ذو دلّ غريب!
بعيد. إن نظرت إليه يوما، ... رجعت وأنت ذو أجل قريب!
ترى للصّمت والحركات فيه ... سواما لا يذاد عن القلوب.
ويمتحن القلوب بمقلتيه، ... فينكشف البرىء من المريب!
وقال الوأواء الدمشقىّ:
بدر تقنّع بالظّلا ... م على قضيب في كثيب!
تدعو محاسنه القلو ... ب إلى مشافهة الذّنوب.
فعلت به ريح الصّبا ... ما ليس تفعل بالقضيب.
عقلت ركائب حسنه ... بعقولنا عند المغيب.
وتلطّمت وجناتنا ... بيد الدّموع من النّحيب!
وقال الأمير تاج الملوك ابن أيوب:
سلب الفؤاد فلا عدمت السالبا! ... ورنا، فكان اللحظ سهما صائبا!
قمر مشارقه الجيوب، فلا ترى ... أبدا له إلا القلوب مغاربا!
ملك الفؤاد بمقلتين وحاجب ... أمسى لحسن الصبر عنّى حاجبا.
وحكى القضيب شمائلا عبثت به ... أيدى النّسيم شمائلا وجنائبا!