للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كلّهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا أبا بكر، فإنه خرج من المعاتبة، قال الله تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ.

ومن فضائله ومزاياه رضى الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدمه للصّلاة [١] بالمسلمين فى حياته، وأمر بسدّ الأبواب الشارعة إلى المسجد، إلّا باب أبى بكر، وقد تقدّم ذلك [٢] .

ومنها ما

روى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: «رأيت فى المنام أنّى وزنت بأمّتى فرجحت، ثم وزن أبو بكر فرجح، ثمّ وزن عمر فرجح»

. وهذا دليل على أنه رضوان الله عليه أرجح من الأمة أكثر من مرتين، فإنه رجح الأمة، وعمر رضى الله عنه فيهم، ورجح عمر الأمة. ورؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقّ لا محالة.

وروى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال: ما سابقت أبا بكر إلى خير قطّ. إلّا سبقنى إليه؛ ولوددت أنى شعرة فى صدر أبى بكر.

وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما، أنّ النبىّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بالصدقة، قال عمر بن الخطاب وكان عندى مال كثير.

فقلت: والله لأفضلنّ أبا بكر هذه المرّة، فأخذت نصف مالى وتركت نصفه، فأتيت به النبىّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «هذا مال كثير، فما تركت لأهلك» ؟ قال: تركت لهم نصفه؛ وجاء أبو بكر بمال كثير، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما تركت لأهلك» ؟ قال: تركت لهم الله ورسوله.


[١] ص: «فى الصلاة» .
[٢] ص: «ذكر ذلك» .