للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذرىّ: إنه كان له حمار [١] معلم يقول له: اسجد لربك، فيسجد. ويقول له: ابرك فيبرك.

فقيل له: ذا الحمار. والله تعالى أعلم.

وكانت ردّته أوّل ردّة كانت فى الإسلام، وغلب على صنعاء إلى عمان إلى الطائف وكان من خبره ما روى عن الضحّاك بن فيروز الدّيلى عن أبيه؛ قال: أوّل ردّة كانت فى الإسلام باليمن، ردّة كانت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، على يد ذى الخمار عبهلة بن كعب- وهو الأسود- فى عامّة مذحج، خرج بعد الوداع. وكان الأسود كاهنا مشعبذا [٢] ، وكان يريهم الأعاجيب، ويسبى قلوب من سمع منطقه، وكان أول ما خرج أن خرج من كهف خبّان- وهى كانت موطنه وداره، وبها ولد ونشأ- فكاتبته مذحج وواعدوه نجران، فوثبوا عليها، وأخرجوا عمرو بن حزم وخالد بن سعيد بن العاص، ثم أنزلوه منزلهما، ووثب قيس بن عبد يغوث على فروة بن مسيك فأجلاه، ونزل منزله، فلم يلبث عبهلة بنجران أن سار إلى صنعاء فأخذها، وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع لباذام، حين أسلم، وأسلمت اليمن كلّها على جميع مخالفيها، فلم يزل عامل رسول الله صلى الله عليه وسلّم أيام حياته لم يعزله عنها ولا عن شىء منها،


[١] ك: «جمار» تحريف.
[٢] الشعوذة والشعبذة: أخذ كالسحر، يرى شىء بغير ما عليه.