للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد اختلف القوم فيهم؛ فقال أبو قتاده: هذا عملك! فزبره [١] خالد فغضب، ومضى حتى أتى أبا بكر، فغضب عليه أبو بكر حتى كلّمه عمر فيه، فلم يرض إلّا أن يرجع إلى خالد، فرجع إليه حتى قدم معه المدينة.

وتزوّج خالد أمّ تميم ابنة المنهال، وتركها لينقضى طهرها، وكانت العرب تكره النّساء فى الحرب، فقال عمر لأبى بكر: إنّ فى سيف خالد رهقا [٢] ، فإن لم يكن هذا حقّا حقّ عليه أن تقيده، وأكثر عليه فى ذلك، وكان أبو بكر لا يقيد من عمّاله- فقال: هبه يا عمر تأوّل فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد. وودى مالكا، وكتب إلى خالد أن يقدم ففعل. فأخبره خبره فعذره وقبل منه، وعنّفه فى التّزويج الذى كانت [تعيب] [٣] عليه العرب.

وقيل: إنّ عمر بن الخطاب ألحّ على أبى بكر فى عزل خالد. وقال:

إنّ فى سيفة رهقا. فقال: يا عمر، لم أكن أشيم [٤] سيفا سلّه الله على الكافرين.

وقيل: ولما أقبل خالد قافلا دخل المسجد وعليه قبالا، عليه صدأ الحديد، معتجرا [٥] بعمامة له. قد غرز فيها أسهما، فقام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطّمها، ثم قال: أقتلت أمرأ مسلما ثم نزوت على امرأته! والله لأرجمنّك بأحجارك. وخالد لا يكلّمه


[١] زبره: نهره.
[٢] الرهق: السفه والخفة وركوب الظلم.
[٣] تكملة من تاريخ الطبرى.
[٤] شام السيف: أغمده.
[٥] الاعتجار: لف العمامة.