واختلف فى سبب ذلك؛ فقيل: كان قد خالف على خالد بن عرفطة خليفة سعد، وقيل: بل كان عمر قد جلده فى الخمر مرارا ثمانية وهو لا يتوب ولا يقلع، فنفاه إلى جزيرة فى البحر، وبعث معه رجلا، فهرب منه ولحق بسعد، فكتب إليه عمر بحبسه. وقيل: بل كان مع سعد، فأتى به وهو سكران، فأمر به إلى القيد، فلما التحم القتال قال:
كفى حزنا أن تردى الخيل بالقنا ... وأترك مشدودا على وثاقيا
إذا قمت عنّانى الحديد وأغلقت ... مصارع من دونى تقيم المناديا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركونى واحدا لا أخاليا
وقد شفّ جسمى أنّنى كلّ شارق ... أعالج كبلا مصمتا قد برانيا
فلّله درّى يوم أترك موثقا ... وتذهل عنّى أسرتى ورجاليا
حبيسا عن الحرب العوان وقد بدت ... وإعمال غيرى يوم ذاك العواليا
ولله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألّا أزور الحوانيا
ثم قال لسلمى أبنه خصفة امرأة سعد: ويحك! خلّينى، ولك عهد الله إن سلّمنى الله أن أجىء حتى أضع رجلى فى القيد، وإن قتلت استرحتم منّى، فحلّت عنه، فوثب على فرس لسعد يقال لها:
البلقاء، ثم أخذ الرّمح وانطلق حتى كان بحيال الميمنة كبّر، ثم حمل على ميسرة الفرس، ثم رجع من خلف المسلمين وحمل على