وقال ابن الخيمى:
وتأمرنى العذّال بالصبر عنكم، ... ومن ذا الذى يرضى عن الحلو بالصّبر؟
ومن أعجب الأشياء أنّ عواذلى ... يطيلون لومى في الهوى، والهوى عذرى!
ومما قيل في رجوع العذول، قال ابن وكيع:
أقبل والعذّال يلحوننى، ... فكلّهم قال: من البدر؟
فقلت: ذا من طال في حبّه ... منكم لى التعنيف والزّجر!
قالوا: جهلنا، فاغتفر جهلنا ... فليس عن ذا لامرئ صبر!
عذرك في الحبّ له واضح، ... وما لنا في لومنا عذر!
وقال أيضا:
أبصره عاذلى عليه، ... ولم يكن قبل ذا رآه.
فقال لى: لو عشقت هذا، ... ما لامك الناس في هواه!
قل لى: إلى من عدلت عنه ... فليس أهل الهوى سواه؟
وظلّ من حيث ليس يدرى، ... يأمر بالحبّ من نهاه!
ومما قيل في الوصال، قال ابن الرومىّ:
ولقد يؤلّفنا اللّقاء بليلة ... جعلت لنا حتّى الصباح نظاما.
نجزى العيون جزاءهنّ عن البكا ... وعن السّهاد ولا نصيب أثاما.
فنبيحهنّ مرادهنّ، يردنه ... فيما ادّعين، ملاحة ووساما.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute