وقال آخر:
ودّعته حيث لا تودّعه ... روحى، ولكنّها تسير معه
ثم تولّى وفي القلوب له ... ضيق مجال وفي الدموع سعه
وقال الإمام الصولى:
لو كنت يوم الوداع حاضرنا ... وهنّ يشكون علّة الوجد،
لم تر إلا الدّموع جارية ... تسقط من مقلة على خدّ.
كأنّ تلك الدّموع قطر ندى، ... يقطر من نرجس على ورد!
وقال أبو منصور أحمد بن محمد اللخمىّ:
وقفت يوم النوى منهم على بعد ... ولم أودّعهم وجدا وإشفاقا.
إنّى خشيت على الأظعان من نفسى ... ومن دموعى: إحراقا وإغراقا.
وقال ابن نباتة:
ولمّا استقلّت للّرواح حمولهم ... ولم يبق إلا شامت وغيور،
وقفنا: فمن باك يكفكف دمعه، ... وملتزم قلبا يكاد يطير!
ولمّا وقفنا للوداع، وقلبها ... وقلبى يبثّان الصّبابة والوجدا،
بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعى ... عقيقا فصار الكلّ في نحرها عقدا.
ودّعتها ولهيب الشّوق في كبدى ... والبين يبعد بين الرّوح والجسد،
وداع صبّين لم يمكن وداعهما ... إلا بلحظة عين أو بنان يد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute