للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو الأسود الدؤلى:

وساجع في فروع الأيك هيّجنى! ... لم أدر لم ناح ممّا بى ولم سجعا؟

أباكيا إلفه من بعد فرقته، ... أم جازعا للنّوى من قبل أن يقعا؟

يدعو حمامته، والطير هاجعة: ... فما هجعت له ليلى وما هجعا!

شكا النّوى فبكى خوف الأسى فرمى ... بين الجوانح من أوجاعه وجعا!

كأنّه راهب في رأس صومعة ... يتلو الزّبور، ونجم الصّبح قد طلعا!

وقال جحدر العكلىّ:

وقدما هاجنى فازددت شوقا ... بكاء حمامتين تجاوبان.

تجاوبتا بلحن أعجمىّ ... على عودين من غرب وبان.

فكان البان أن بانت سليمى ... وفي الغرب اغتراب غير دانى!

وقال عوف بن محلّم:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك ميّاد! ففيم تنوح؟

وقال ابن عبد ربه من ابيات:

وكيف، ولى قلب اذا هبّت الصّبا ... أهاب بشوق في الضّلوع دفين؟

ويهتاج منه كلّ ما كان ساكنا ... دعاء حمام لم تبت بوكون.

وإنّ ارتياحى من بكاء حمامة ... كذى شجن داويته بشجون.

كأنّ حمام الأيك لمّا تجاوبت، ... خزين بكى من رحمة لحزين!

وقال ابن قلاقس:

غناء حمام في معاطف بان ... إلى مذهب الحبّ القديم ثنانى.