للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعبد الله بن الزّبير، وجدىّ بن مالك بن أبى عامر، فاحتملوه، فلمّا صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بنى مازن: والله لئن دفنتموه هاهنا، لنخبرنّ النّاس غدا، فاحتملوه، وكان على باب، وإنّ رأسه كان على الباب يقول: طق طق حتّى صاروا به إلى حشّ كوكب [١] فاحتفروا له، وكانت عائشة بنت عثمان معها مصباح فى حقّ [٢] ، فلمّا أخرجوه ليدفنوه صاحت، فقال لها ابن الزّبير: والله لئن لم تسكتى لأضربنّ الذى فيه عيناك، فسكتت، فدفن.

قال مالك: وكان عثمان يمرّ بحشّ كوكب فيقول: إنّه سيدفن هاهنا رجل صالح. [٣] .

وعن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أرادوا أن يصلّوا على عثمان رضى الله عنه فمنعوه، فقال أبو جهم بن حذيفة: دعوه، فقد صلّى عليه الله ورسوله.

وقد قيل: إنّ علىّ بن أبى طالب، وطلحة، والزبير، وزيد بن ثابت، وكعب بن مالك، وعامر بن نمير من أصحابه شهدوا جنازته.

وقيل: إنه كفّن فى ثيابه ولم يغسل.

واختلف فى سنة يوم قتل.

فقال ابن اسحاق: قتل وهو ابن ثمانين سنة. وقال غيره:

قتل وهو ابن ثمان وثمانين، وقيل: تسعين.

وقال قتادة: قتل وهو ابن ستّ وثمانين سنة.


[١] حش كوكب: مكان خارج البقيع.
[٢] الاستيعاب: فى جرة.
[٣] الاستيعاب ١٠٤٨.