للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال [١] : ولمّا أصبحو يوم البيعة- وهو يوم الجمعة- حضر الناس المسجد، وجاء علىّ رضى الله عنه، فصعد المنبر وقال: «أيّها الناس عن ملإ وإذن [٢] إنّ هذا أمركم، ليس لأحد فيه حقّ إلّا من أمّرتم، وقد افترقنا بالأمس على أمر، وكنت كارها لأمركم، فأبيتم إلّا أن أكون عليكم، ألا وإنّه ليس لى دونكم إلّا مفاتيح مالكم معى وليس لى أن آخذ درهما دونكم، فإن شئتم قعدت لكم، وإلّا فلا أحدّ [٣] على أحد.» فقالوا: نحن على ما فارقناك عليه بالأمس.

فقال: اللهمّ اشهد.

قال: ولما جاءوا بطلحة ليبايع قال: إنما أبايع كرها. فبايع ...

ثم جىء بالزّبير، فقال مثل ذلك وبايع، وفى الزّبير اختلاف..

ثم جىء بعده بقوم كانوا قد تخلّفوا، فقالوا: نبايع على إقامة كتاب الله فى القريب والبعيد والعزيز والذليل. فبايعهم ... ثمّ قام العامّة فبايعوا ... وتفرّقوا إلى منازلهم.

ورجع علىّ إلى بيته، فدخل عليه طلحة والزّبير فى عدد من الصحابة، فقالوا: «يا علىّ، إنّا قد اشترطنا إقامة الحدود، وإنّ هؤلاء القوم قد اشتركوا فى قتل هذا الرجل.» فقال: «يا إخوتاه، إنى لست أجهل ما تعلمون، ولكن كيف أصنع بقوم يملكوننا ولا نملكهم؟


[١] القائل ابن الأثير فى الكامل ج ٣ ص ٩٩ وأصل ذلك فى رواية الطبرى ج ٣ ص ٤٥٦.
[٢] أى: عن تشاور من مقدميكم وجماعتكم.
[٣] كذا فى (ن) و (ص) أى: أغضب. وفى تاريخ الطبرى: «أجد» بمعنى أغضب أيضا. وفى تاريخ ابن الأثير و (ك) : «آخذ» .