للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية، فإن بايع لك فعلىّ أن أقلعه من منزله. قال [علىّ] [١] :

والله لا أعطيه إلا السيف! ثم تمثّل:

وما ميتة إن متها غيّر عاجز [٢] ... بعار إذا ما غالت النفس غولها [٣]

فقلت: يا أمير المؤمنين، أنت رجل شجاع، لست صاحب رأى فى الحرب،

أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحرب خدعة» [٤] ؟

فقال: بلى. فقلت: أم [٥] والله لئن أطعتنى لأصدرنّهم بعد [٦] ورود، ولأتركنّهم ينظرون فى دبر الأمور لا يعرفون ما كان وجهها، فى غير نقصان عليك ولا إثم لك.

فقال: يا ابن عباس، لست من هنيّاتك [٧] ولا من هنيّات معاوية فى شىء، فقلت له: أطعنى، والحق بمالك بينبع [٨] ، وأغلق بابك


[١] ثبت هذا فى تاريخى الطبرى وابن الأثير. وسقط من المخطوطة.
[٢] كذا جاء فى النسخة (ك) وتاريخى ابن جرير وابن الأثير، وجاء فى (ص) : «م» .
وجاء فى ديوان الأعشى ص ١٧٥: «فما» .
[٣] الغول: ما اغتال النفس وأهلكها، يقال «غالته غول» إذا وقع فى مهلكة.
والبيت للأعشى فى ختام قصيدة.. وقد اقتدى بعلى بن أبى طالب فى تمثله بهذا البيت أبو العباس السفاح، فانه لما خرج يدعو إلى البيعة قال: من أحب الحياة ذل، ثم تمثل يقول الأعشى: فما ميتة: إن متها ... الخ.
[٤] «خدعة» بسكون الدال مع فتح الخاء أو ضمها أو كسرها، أو بفتح الدال مع ضم الخاء، والمراد أن أمر الحرب ينقضى بخدعة.
[٥] «أم» كذا جاء فى المخطوطة. وهى بمعنى «أما» الاسنفتاحيه التى تجىء للتنبيه وتكثر قبل القسم، ولكن ألفها الأخيرة حذفت عن قلة، وقد جاءت «أما» فى تاريخى الطبرى وابن الأثير.
[٦] كذا فى (ن) كما جاء ابن عند ابن الأثير وغيره، أى: أن ما يكون من حالة معهم حينئذ كحال من يرجع قوما عن الماء بعد وروده. وفى (ك) و (ص) : «بغير» .
[٧] «هنيات» تصغير «هنات» أو هنوات» ، وكل من هذه الكلمات تذكر عند إرادة خصال غير حسنة.
[٨] ينبع: قرية ذات نخيل وزرع ومياه فى غرب المدينة المنورة، على شاطى البحر.
وفيها مال لعلى.