للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإصلاح فيمن [١] أمر الله وأمر رسوله الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروف نأمركم به ونحضّكم عليه، ومنكر ننهاكم عنه ونحثّكم على تغييره فخرجا من عندها، فأتيا طلحة فقالا له: ما أقدمك؟ قال: الطلب بدم عثمان. فقالا: ألم تبايع عليّا؟ قال: «بلى، والسّيف على عنقى، وما أستقيل عليّا البيعة إن هو لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان» . ثم أتيا الزّبير فقالا له وقال مثل ذلك. فرجعا إلى عائشة فودّعاها، فودّعت عمران، وقالت يا أبا الأسود، إيّاك أن يقودك الهوى إلى النار كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ

(الآية) [٢] . وسرّحتهما، ونادى مناديها بالرّحيل.

ومضيا حتّى أتيا عثمان بن حنيف، فبدر أبو الأسود عمران فقال:

يا ابن حنيف قد أتيت فانفر [٣] . ... وطاعن القوم وجالد واصبر

وابرز لهم مستلئما [٤] وشمّر

فاسترجع [٥] عثمان، وقال: دارت رحى الإسلام [٦] وربّ الكعبة! ونادى فى الناس، وأمرهم بلبس السلاح.


[١] عند الطبرى: «ممن» .
[٢] الآية ٨ من سورة المائدة.
[٣] انفر: تقدم للقتال.
[٤] مستلئما: لا يسا اللأمة، هى الدرع عدة الحرب.
[٥] قال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
[٦]
روى أبو داود عن عبد الله بن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين»
.. قال الخطابى فى شرحه ج ٤ ص ٣٤٠: دوران الرحى كناية عن الحرب القتال، شبهها بالرحى الدوارة التى تطحن الحب، لما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس قال الشاعر يصف حربا
«فدارت رحانا واستدارت وحاهمو....»
قال زهير
«فتعرككم عرك الرحى بثقالها ... » .