للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذى الشهادتين [١] : (إنه شهد مع علىّ حرب الجمل وصفّين فدلّ على أنه هو، والله أعلم.) فأجابا عليّا إلى نصرته.

وقال أبو قتادة الأنصارى لعلىّ: «يا أمير المؤمنين، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قلّدنى هذا السيف، وقد أغمدته زمانا، وقد حان تجريده على هؤلاء القوم الظالمين الّذين لم يألوا الأمة غشا، وقد أحببت أن تقدّمنى، فقدّمنى.

قال [٢] : ولما أراد علىّ المسير إلى البصرة وكان يرجو أن يدرك طلحة والزّبير فيردهما قبل وصولهما إلى البصرة، فلمّا سار استخلف على المدينة تمّام بن العبّاس، وعلى مكة قثم بن العباس، وقيل: أمّر على المدينة سهل بن حنيف، وسار فى تعبئته الّتى كانت لأهل الشام، وذلك فى آخر شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين.

وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصرين متخففين فى تسعمائة، فلقيه عبد الله بن سلام فأخذ بعنانه، وقال: «يا أمير المؤمنين، لا تخرج منها، فو الله لئن خرجت منها [٣] لا يعود إليها سلطان المسلمين أبدا!» فسبّوه، فقال: «دعوه، نعم الرجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم» . وسار حتّى انتهى إلى الرّبذة [٤] ، فأتاه خبر سبقهم إلى البصرة، فأقام بها يأتمر ما يفعل.


[١] سمى خزيمة: «ذا الشهادتين» لأن النبى صلى الله عليه وسلم جعل شهادته كشهادة رجلين.
[٢] القائل ابن الأثير فى الكامل.
[٣] فى رواية ابن جرير الطبرى ج ٣ ص ٤٧٤: «لا ترجع إليها ولا يعود..» .
[٤] الربذة: قرية بين المدينة وفيد.