للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال كعب بن سور: يا قوم اقطعوا هذا العنق من هؤلاء القوم.

فأجاباه بنحو ما تقدم.

قال: ولما نزل علىّ ونزل الناس أرسل شقيق بن ثور إلى عمرو بن مرحوم العبدى أن اخرج فإذا خرجت فمل بنا إلى عسكر على، فخرجا فى عبد القيس وبكر بن وائل، فعدلوا إلى عسكر علىّ، فقال الناس من كان هؤلاء معه غلب. وأقاموا ثلاثة أيام لم يكن بينهم قتال، إنما يرسل علىّ إليهم يكلمهم ويدعوهم.

قال: وقام علىّ فخطب الناس، فقام إليه الأعور بن بنان المنقرى فسأله عن إقدامهم على أهل البصرة، فقال له علىّ: على الإصلاح وإطفاء النار [١] لعل الله يجمع شمل هذه الأمة بنا ويضع حربهم.

قال: فإن لم يجيبوا. قال: تركناهم ما تركونا. وقال: فإن لم يتركونا. قال: دفعناهم عن أنفسنا. قال: فهل لهم فى هذا مثل الذى عليهم؟ قال: نعم.

وقام إليه أبو سلام [٢] الدالانى فقال: أترى لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله بذلك؟ قال: نعم.

قال: فترى لك حجّة بتأخيرك ذلك؟ قال نعم، إنّ الشىء إذا كان لا يدرك فالحكم [٢] فيه أحوطه وأعمّه نفعا. قال: فما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدا؟ قال: إنى لأرجو ألا يقتل منا ومنهم أحد نقّى قلبه لله إلّا أدخله الله الجنة.. وقال فى خطبته: «أيّها


[١] جاء فى رواية ابن جرير «النائرة» هى: (الفتنة) ، ونائرة الحرب:
شرها وهيجها.
[٢] عند ابن جرير وابن الأثير: «أبو سلامة» .
[٣] كذا جاء عند ابن جرير، وجاء عند ابن الأثير: «أن الحكم» ، وجاء فى المخطوطة «أن الحلم» .