للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إليه فقال: «من أحبّ أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة»

. وحكى أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله فقال: زعم بعض أهل العلم أنّ عليّا رضى الله عنه دعاه يوم الجمل، فذكّره أشياء من سوابقه وفضله، فرجع طلحة عن قتاله، على نحو ما صنع الزّبير واعتزل فى بعض الصفوف، فرمى بسهم، فقطع من رجله عرق النّسا، فلم يزل دمه ينزف حتّى مات [١] . ويقال: إنّ السهم أصاب ثغرة نحره، وإنّ الذى رماه مروان بن الحكم وقال: لا أطلب بثأرى بعد اليوم. وذلك أنّ طلحة- فيما زعموا- كان ممّن حاصر عثمان واشتد عليه. قال ابن عبد البر: ولا يختلف العلماء [٢] فى أن مروان بن الحكم قتل طلحة يومئذ [٣] ، واستدلّ على ذلك بأخبار [رواها من قول مروان تدل على أنه قاتله] [٤] .

قال: وقد روى عن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال:

والله إنّى لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزّبير ممّن قال الله


[١] ذكر أبو عمر ابن عبد البر قول الأحنف: لما التقوا كان أول قتيل طلحة بن عبد الله
[٢] فى الاستيعاب لابن عبد البر: «ولا يختلف العلماء الثقات» .
[٣] زاد ابن عبد البر «وكان فى حزبه» ، وقال فى موضع آخر كان مروان مع طلحة يوم الجمل، فلما اشتبكت الحرب قال مروان: لا أطلب بثأرى بعد اليوم. ثم رماه بسهم..... الخ.
[٤] ثبتت هذه الجملة فى النسخة (ن) ، وسقطت من النسخة (ك) .