للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومكيدتك.» فتجهّز معاوية بأهل الشام، وقد حرّضهم عمرو وضعّف عليّا وأصحابه، وقال: «إنّ أهل العراق قد فرّقوا جمعهم ووهّنوا شوكتهم، وفلّوا حدّهم، وأهل البصرة مخالفون لعلىّ بمن قتل منهم، وقد تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم الجمل، وإنّما سار علىّ فى شرذمة قليلة، وقد قتل خليفتكم، فالله الله فى حقّكم أن تضيّعوه، وفى دمكم أن تطلّوه!» وكتب معاوية (فى أجناد) [١] أهل الشام، وعقد لواء لعمرو، ولواء لابنيه:

عبد الله ومحمد، ولواء لغلامه وردان. وسار معاوية وتأنّى فى مسيره.

قال: وبعث [٢] علىّ رضى الله عنه زياد بن النّضر الحارثىّ فى ثمانية آلاف، وبعث شريح بن هانئ فى أربعة آلاف، وسار علىّ من النّخيلة، وأخذ معه من بالمدائن من المقاتلة، وولّى على المدائن سعد ابن مسعود (عمّ المختار بن أبى عبيد الثّقفى) ، ووجه من المدائن معقل بن قيس فى ثلاثة آلاف، وأمره أن يأخذ على الموصل حتّى يوافيه على الرّقّة.

فلما وصل علىّ [٣] الرقة قال لأهلها ليعملوا جسرا يعبر عليه إلى أهل الشام، فأبوا، وكانوا قد ضمّوا سفنهم إليهم، فنهض من عندهم ليعبر على جسر منبج، وخلف عليهم الأشتر، فناداهم الأشتر: «أقسم بالله لئن لم تعملوا جسرا لأمير المؤمنين يعبر عليه


[١] كذا جاء عند ابن جرير ج ٣ ص ٥٦٢، وجاء فى المخطوطة (إلى) قال ابن الأثير فى النهاية: «الشام خمسة أجناد: فلسطين والأردن ودمشق وحمص وقنسرين، كل واحد منها يسمى جندا، أى المقيمين بها من المسلمين المقاتلين» .
[٢] المراد بهذه البعثة تقديم طليعة أمام الجيش.
[٣] كذا جاء فى النسخة (ن) ، وجاء فى (ك) والكامل: «إلى» .