للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الماء، والناس غير منتهين [أو يشربوا] [١] ، فابعث إلى أصحابك فليخلّوا بين الناس وبين الماء، وليكفوا لننظر فيما بيننا وبينكم وفيما قدمنا له، فإن أردت أن نترك ما جئنا له ونقتتل على الماء حتى يكون الغالب هو الشارب فعلنا» . فجاء صعصعة إلى معاوية وقصّ عليه الرسالة، فاستشار معاوية أصحابه وقال: ما ترون؟ فقال الوليد ابن عقبة وعبد الله [٢] بن سعد: امنعهم الماء كما منعوه ابن عفّان، اقتلهم عطشا قتلهم الله! فقال عمرو بن العاص: «خلّ بين القوم وبين الماء فإنّهم لن يعطشوا وأنت ريّان، ولكن بغير الماء فانظر فيما بينك وبينهم» . فأعاد الوليد وابن سعد مقالتهما، قالا: «امنعهم الماء إلى الليل، فإن هم لم يقدروا عليه رجعوا، وكان رجوعهم هزيمة، امنعهم الماء منعهم الله يوم القيامة! قال صعصعة: إنّما يمنعه الله الفجرة وشربة الخمر، لعنك الله ولعن هذا الفاسق (يعنى الوليد ابن عقبة) . فشتموه وتهدّدوه. (وقد قيل: إنّ الوليد وابن أبى سرح لم يشهدا صفّين.)

ورجع صعصعة فأخبر بما كان ... وسيّر معاوية الخيل إلى أبى الأعور ليمنعهم الماء. فلمّا سمع علىّ ذلك قال لأصحابه:

قاتلوهم على الماء!.

فقال الأشعث بن قيس الكندىّ: أنا أسير إليهم. فسار


[١] الزيادة من تاريخ ابن جرير، و «أو» بمعنى «إلى» أو «إلا» .
[٢] هو عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن حبيب القرشى العامرى. وكان أخا عثمان من الرضاعة، وسيذكره المؤلف قريبا بلفظ «ابن أبى سرح» ، وانظر الإصابة ج ٢ ص ٣١٦- ٣١٧.