للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لصاحبكم فإنّا لا نراها، لأنّ صاحبكم قتل خليفتنا، وفرّق جماعتنا، وآوى ثأرنا، وصاحبكم يزعم أنّه لم يقتله، فنحن لا نردّ عليه ذلك، فليدفع إلينا قتلة صاحبنا لنقتلهم ونحن نجيبكم إلى الطاعة والجماعة.

فقال شبث بن ربعىّ: يا معاوية أيسرّك أن تقتل عمّارا؟ قال «وما يمنعنى من ذلك؟ والله لو تمكّنت من ابن سميّة لقتلته بمولى عثمان [١] فقال شبث: «والذى لا إله غيره لا تصل إلى ذلك حتّى تندر الهام [٢] عن الكواهل وتضيق الأرض الفضاء عليك!» فقال معاوية: «لو كان كذلك لكانت عليك أضيق!» . وتفرّق القوم.

وبعث معاوية إلى زياد بن خصفة، فخلا به، وقال له: «يا أخا ربيعة، إنّ عليّا قطع أرحامنا، وقتل إمامنا، وآوى قتلة صاحبنا، وإنّى أسألك النصر عليه بعشيرتك، ثم لك عهد الله وميثاقه أن أولّيك إذا ظهرت [٣] أىّ المصرين أحببت» . فقال زياد: «أمّا بعد، فإنى على بيّنة من ربّى، وبما [٤] أنعم الله علىّ فلن أكون ظهيرا [٥] للمجرمين!» وقام فقال معاوية لعمرو بن العاص: ليس نكلّم رجلا منهم فيجيب إلى خير، ما قلوبهم إلّا كقلب واحد!.


[١] فى رواية ابن أبى الحديد: «كنت أقتله بنائل مولى عثمان» .
[٢] تندر الهام: تسقط الرءوس.
[٣] ظهرت: غلبت.
[٤] كذا جاء فى تاريخ ابن جرير ج ٤ ص ٣ ووقعة صفين ص ٢٢٤، وقد جاء فى القرآن الكريم قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ
وجاء فى المخطوطة: «وما» .
[٥] ظهيرا: عونا.