للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففاز أمير المؤمنين بحظّه ... وإن طرقت فيه الخطوب بمعظم

ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة ... حلاوتها شيبت [١] بصاب وعلقم

وحكى عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل رمضان، كان على رضى الله عنه يتعشى ليلة عند الحسن رضى الله عنه، وليلة عند الحسين، وليلة عند ابن جعفر رضى الله عنهم، لا يزيد على ثلاث لقم، ثم يقول رضى الله عنه: يأتينى أمر الله وأنا خميص [٢] ، وإنما هى ليلة أو ليلتان، فلم يمض قليل حتى قتل.

وقال الحسن [٣] ابن كثير عن أبيه قال: خرج علىّ رضى الله عنه [٤] من الفجر، فأقبل الإوزّ يصحن فى وجهه، فطردوهن عنه، فقال: ذروهنّ فإنّهن نوائح، فضربه ابن ملجم فى ليلته.

وقال الحسن بن على رضى الله عنهما يوم قتل على: خرجت البارحة وأبى يصلّى فى مسجد داره، فقال لى: «يا بنى إنى بتّ أوقظ أهلى لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر [٥] فملكتنى عيناى فنمت، فسنح [٦] لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللّدد [٧] ، فقال لى: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلنى بهم من هو خير منهم وأبدلهم بى من هو


[١] شيبت: مزجت.
[٢] خميص: جائع.
[٣] كذا جاء فى النسخة (ن) ، وفى الرياض النضرة: «الحسين بن كثير» ، وفى النسخة (ك) : «الحسن بن كرب» .
[٤] فى الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٤٥ حيث ذكر هذا الحديث: «إلى الفجر» .
[٥] ذكر ابن عبد البر فى آخر روايته لهذا الحديث فى الاستيعاب ج ٣ ص ٦٢ «وذلك فى صبيحة يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان: صبيحة بدر» .
[٦] سنح: عرض.
[٧] جاء فى هامش النسخة (ك) : «الأود: العوج، واللدد: الخصومة» .