للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال بكر بن حماد التّاهرتى [١] معارضا له:

قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويحك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشى على قدم ... وأول الناس إسلاما وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سنّ الرسول لنا شرعا وتبيانا

صهر النبىّ ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نورا وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له ... مكان هارون من موسى بن عمرانا

وكان فى الحرب سيفا صار ما ذكرا ... ليثا إذا لقى الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدر ... فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا

إنى لأحسبه ما كان من بشر ... يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

أشقى مراد إذا عدّت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا

كعاقر الناقة الأولى التى جلبت ... على ثمود بأرض الحجر خسرانا

قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنيّة أزمانا فأزمانا

فلا عفا الله عنه ما تحمّله ... ولا سقى قبر عمران بن حطّانا

لقوله فى شقى ظل مجترما ... ونال ما ناله ظلما وعدوانا:

«يا ضربة من تقىّ ما أراد بها ... إلّا ليبلغ من ذى العرش رضوانا»

بل ضربة من غوى أوردته لظى ... فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا

كأنه لم يرد قصدا بضربته ... إلّا ليصلى عذاب الخلد نيرانا


[١] التاهرتى: منسوب إلى «تاهرت» بفتح الهاء وسكون الراء، مدينة ببلاد المغرب، وكان أبو عبد الرحمن بكر بن حماد من حفاظ الحديث بهذه المدينة، وهو القائل:
ما أخشن البرد وريعانه ... وأطرف الشمس بتاهرت!
تبدو من الغيم إذا ما بدت ... كأنما تنشر من تخت
فنحن فى بحر بلا لجة ... تجرى بنا الريح على سمت
وأبياته النونية التى ذكرها المؤلف تجدها فى الاستيعاب ج ٣ ص ٦٢- ٦٣ ومروج الذهب ج ٢ ص ٤٣ والكامل لابن الأثير ج ٣ ص ١٩٩.