للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبسنده إلى سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: قدم على علىّ المال من أصبهان، فقسمه سبعة أسباع، ووجد فيه رغيفا فقسمه سبع كسر، وجعل على كل جزء كسرة، ثم أقرع بينهم:

أيّهم يعطى أولا.

وعن معاذ [١] بن العلاء عن أبيه عن جده قال: سمعت على بن أبى طالب يقول: ما أصبت فيكم [٢] إلا هذه القارورة أهداها إلىّ الدهقان، ثم نزل إلى بيت المال ففرّق كلّ ما فيه، ثم جعل يقول:

أفلح من كانت له قوصرّه [٣] ... يأكل منها كل يوم تمره [٤]

وعن عنترة الشيبانى قال: كان على رضى الله عنه يأخذ الجزية والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعمل يده، حتى يأخذ من أهل الإبر والمسالّ والخيوط والحبال، ثم يقسمه بين الناس، ولا يدع فى بيت المال مالا يبيت فيه حتى يقسمه، إلا أن يغلبه شغل، فيصبح إليه وهو يقول. يا دنيا لا تغرّينى وغرّى غيرى.

وكان [٥] رضى الله عنه لا يخصص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات، وإذا بلغه عن أحدهم خيانة كتب إليه: قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ

[٦] وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ»

[٧]


[١] رواه أبو عمر بن عبد البر فى الاستيعاب ج ٣ ص ٤٩.
[٢] فى الاستيعاب: «من فيئكم» .
[٣] قوصرة بشد الراء وتخفف: وعاء للتمر، وانظر اللسان.
[٤] ويروى: مره.
[٥] انظر الاستيعاب ج ٣ ص ٤٧.
[٦] من الآية فى ٥٧ سورة يونس.
[٧] من الآية ١٥٢ فى سورة الأنعام.