للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيفى بيدى ما بلغتم منّى هذا» . قال له: أتدرى ما أصنع بك؟

أدخلك جوف حمار ثم أحرقه عليك بالنار. فقال محمد: «إن فعلت بى ذلك فطالما فعلتم ذلك بأولياء الله، وإنى لأرجو أن يجعلها الله عليك وعلى أوليائك ومعاوية وعمرو نارا تلظّى، كلّما خبت زادها الله سعيرا» . فغضب منه وقتله، ثم ألقاه فى جيفة حمار، ثم أحرقه بالنار.

فلما بلغ ذلك عائشة رضى الله عنها جزعت عليه جزعا شديدا، وقنتت فى وتر [١] الصلاة تدعو على معاوية وعمرو، وأخذت عيال محمد إليها، وامتنعت عائشة بعد ذلك أن تأكل شواء حتّى ماتت.

وقد قيل: إن محمد بن أبى بكر قاتل عمرا ومن معه قتالا شديدا، فقتل كنانة وانهزم محمد، فاختبأ عند جبلة بن مسروق، فدلّ عليه معاوية ابن حديج، فأحاط به، فخرج إليه محمد فقاتل حتى قتل. وكان ذلك فى سنة ثمان وثلاثين.

قال: وأما علىّ رضى الله عنه، فإنه لما أتاه كتاب محمد ندب الناس إلى الخروج، فتثاقلوا فخطبهم وحثهم على الخروج ووبخهم على الثتاقل، فقام إليه كعب بن مالك الأرحبيىّ [٢] فقال: يا أمير المؤمنين: اندب الناس؛ لهذا اليوم كنت أدخر نفسى، ثم قال:

أيها الناس، اتقوا الله وأجيبوا إمامكم، وانصروا دعوته، وقاتلوا


[١] كذا جاء فى المخطوطة، وجاء فى تاريخ ابن جرير الطبرى ج ٤ ص ٧٩ والكامل لابن الأثير ج ٣ ص ١٨٠ «فى دبر الصلاة» .
[٢] كذا جاء فى المخطوطة والكامل لابن الأثير. وجاء فى تاريخ ابن جرير ج ٤ ص ٨١- ٨٢ «مالك بن كعب الهمدانى ثم الأرحبى» وسيأتى قريبا أن عين التمر فيها «مالك بن كعب» .