للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغيرة جابرا البجلى، فقاتله، فقتل أبو مريم وأصحابه ببادوريا.

وخرج أبو ليلى- وكان أسود طويلا- ومعه ثلاثون من الموالى فبعث إليه المغيرة معقل بن قيس الرّياحى، فقتله بسواد الكوفة فى سنة اثنتين وأربعين.

وخرج سهم بن غالب الهجيمى فى سنة إحدى وأربعين بالبصرة على عبد الله بن عامر، فى سبعين رجلا، منهم الخطيم الباهلى واسمه زياد [١] بن مالك، وإنما قيل له «الخطيم» لضربة ضربها على وجهه. فنزلوا بين الجسرين والبصرة [٢] ، فمرّ بهم عبادة بن قرص [٣] الليثى، وقد انصرف من الغزو ومعه ابنه وابن أخيه، فقال لهم الخوارج: من أنتم؟ قالوا: قوم مسلمون. قالوا: كذبتم.

قال عبادة: «سبحان الله! اقبلوا منّا ما قبل النبى صلى الله عليه وسلم منى، فإنى كذّبته وقاتلته، ثم أتيته فأسلمت، فقبل ذلك منّى» .

قالوا: أنت كافر، وقتلوه وقتلوا ابنه وابن أخيه، فخرج إليهم ابن عامر فقاتلهم، فقتل منهم عدّة، وانحاز بقيّتهم إلى أجمة، وفيهم سهم والخطيم، فأمّنهم ابن عامر ورجعوا، وكتب إلى معاوية، فأمره بقتلهم، فلم يقتلهم، وكتب إلى معاوية: إنّى جعلت لهم ذمّتك.


[١] كذا جاء فى المخطوطة كما فى الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥٢، وجاء فى الكامل لابن الأثير ج ٣ ص ٢٠٩: «يزيد» .
[٢] كذا جاء فى المخطوطة كما فى الكامل، وجاء فى الاستيعاب أنهم خرجوا «بناحية جسر البصرة» .
[٣] فى الإصابة ج ٣ ص ٢٦٩: «عبادة بن قرط أو قرص بن عروة بن بجير بن مالك ... والصحيح أنه ابن قرص بالصاد» وفى الاستيعاب ج ٢ ص ٤٥١: «عبادة ابن قرص الليثى، ويقال: ابن قرط، والصواب عند أكثرهم: «قرص» .