للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الخوارج فقتلوهم، فلم ينج منهم غير خمسة أو ستة، وانكفت [١] الخوارج بعد ذلك مدّة ولاية زياد بن أبيه إلى سنة خمسين.

فخرج قريب الأزدى وزحّاف الطائى بالبصرة وهما ابنا خالة، وكان زياد يومئذ بالكوفة، وسمرة بالبصرة [٢] فأتى الخوارج بنى ضبيعة [٣] وهم سبعون رجلا فقتلوا منهم شيخا، فاشتد زياد فى أمر الخوارج فقتلهم وأمر سمرة بذلك، فقتل منهم بشرا كثيرا، وخطب زياد على المنبر فقال: «يا أهل البصرة والله لتكفنّنى هؤلاء. أو لأبدأنّ بكم، والله لئن أفلت رجل منهم لا تأخذون العام من عطاياكم درهما» فسار الناس إليهم فقتلوهم.

ثم خرج زياد بن خراش العجلى فى سنة اثنتين وخمسين فى ثلاثمائة فأتى أرض مسكن من السّواد، فسرّح إليد زياد بن أبيه خيلا عليها سعد بن حذيفة، أو غيره، فقتلوهم وقد صاروا إلى ماه [٤] وخرج رجل من طىء اسمه معاذ فى ثلاثين رجلا [٥] فبعث إليه زياد من قتله وقتل أصحابه، ويقال بل حلّ لواءه واستأمن.

وخرج طوّاف بن غلّاق فى سنة ثمان وخمسين بالبصرة، وكان سبب خروجه أن قوما من الخوارج بالبصرة كانوا يجتمعون إلى رجل اسمه


[١] انكفتوا: انصرفوا عن الخروج القتال.
[٢] كان معاوية قد كتب بعهد زياد على الكوفة والبصرة، فاستخلف زياد على البصرة سمرة بن جندب، وشخص إلى الكوفة، فكان زياد يقيم ستة أشهر بالكوفة وستة أشهر بالبصرة.
[٣] كان بنو ضبيعة بالبصرة لهم محلة هناك سميت «ضبيعة» باسمهم.
[٤] ماه: قصية الكوفة، لأن «مسكن» موضع بالكوفة، وماه قصبة البلد، فارسية.،
كما فى القاموس.
[٥] أتوا نهر عبد الرحمن بن أم الحكم، ولذلك قيل لهم «أصحاب نهر عبد الرحمن» .