للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلعمرى ما الإمام إلا العالم [١] بالكتاب، والقائم بالقسط والدائن بدين الحق والسلام» .

وقدم على الحسين رضى الله عنه من البصرة يزيد بن أبى نبيط [٢] وابناه عبد الله وعبيد الله إلى مكة، فكانوا معه حتى قتل وقتلوا معه.

ثم دعا الحسين مسلم بن عقيل فسيّره إلى الكوفة، وأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف فإن رأى الناس مجتمعين له عجّل إليه بذلك.

فسار مسلم إلى المدينة، فصلى فى مسجد النبى صلى الله عليه وسلم وسلم، وودع أهله، وسار حتى بلغ الكوفة، فنزل فى دار المختار وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فكلما اجتمع إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين، فيبكون ويعدونه النصرة والقتال، فبلغ النّعمان بن بشير أمير الكوفة ذلك، فصعد المنبر فقال: «أمّا بعد فلا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فإن فيهما تهلك الرجال وتسفك الدماء وتغصب الأموال» ثم قال: «إنى لا أقاتل من لم يقاتلنى، ولا أثب على من لا يثب علىّ ولا أنبّه نائمكم [٣] ولا أتحرّش بكم، ولا آخذ بالقرف ولا الظّنّة ولا التهمة، ولكنكم إن أبديتم صفحتكم ونكثتم بيعتكم، وخالفتم إمامكم، فو الله الذى لا إله إلا هو لأضربنّكم بسيفى ما دام [٤] قائمه فى يدى، ولو لم يكن لى منكم ناصر ولا معين.

أما إنى لأرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرد به الباطل»


[١] فى تاريخ الطبرى والكامل: «العامل» .
[٢] عند الطبرى وابن الأثير: «ابن نبيط» .
[٣] كذا جاء فى المخطوطة مثل الكامل، وفى تاريخ الطبرى: «ولا أشاتمكم» .
[٤] عند الطبرى وابن الأثير: «ما ثبت» .