للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مما أمنع منه نفسى، إنما هؤلاء أعوانى وأنصارى، وقد كنت أعطيتنى ألا تعرض لى حتى يأتيك كتاب من ابن زياد» ؛ قال: أجل ولكن هؤلاء لم يأتوا معك [١] .

فقال: «هم أصحابى، وهم بمنزلة من جاء معى، فإن تممت على ما كان بينى وبينك وإلا ناجزتك» . فكفّ عنهم الحر.

وسألهم الحسين عن خبر أهل الكوفة، فقال له مجمّع بن عبد الله العائذى- وهو أحد الأربعة-: «أمّا أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائرهم، فهب إلب [٢] واحد عليك، وأمّا سائر الناس بعد فإن أفئدتهم تهوى إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك!» .

فقال: هل لكم برسولى إليكم علم؟ فقالوا: من هو؟ قال: قيس ابن مسهر الصيداوى. قالوا: نعم؛ وأخبروه بمقتله، فترقرقت عينا حسين ولم يملك دمعه، ثم قال: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [٣]

اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلا، واجمع بيننا وبينهم فى مستقر رحمتك ورغائب مذخور ثوابك.

قال: ودنا الطّرماح من الحسين، فقال له: «والله إنى لأنظر فما أرى معك أحدا، ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفوا لهم [٤] ، وقد رأيت قبل خروجى من الكوفة إليك بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيناى فى صعيد واحد جمعا أكثر


[١] من هنا يبدأ ما صار بياضا فى النسخة (ك) وثبت فى النسخة (ن) انظر ص ٤٥٥.
[٢] الإلب: القوم يجتمعون على عداوة إنسان، وقد تألبوا أى تجمعوا.
[٣] من الآية ٢٣ من سورة الأحزاب.
[٤] كذا جاء فى المخطوطة وفى تاريخ الطبرى ج ٤ ص ٣٠٦ والكاملى ج ٣ ص ٢٨١:
«لكان كفى بهم» .