للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: أيّها الناس إذ كرهتمونى فدعونى أنصرف عنكم إلى مأمنى من الأرض.

فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بنى [١] عمك فإنهم لن يروك إلا ما تحبّ ولن يصل إليك منهم مكروه. فقال له الحسين «أنت أخو أخيك [٢] ، أتريد أن يطلبك بنوها هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدى إعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد!! عباد الله، إنّى عذت بربّى وربّكم أن ترجمون [٣] إنى عذت بربّى وربّكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب [٤] ! ثم أناخ راحلته، ونزل عنها، وأمر عقبة بن سمعان فعقلها.

وأقبلوا يزحفون نحوه.

فخرج زهير بن القين على فرس له شاكى السلاح، وقال:

«يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب الله نذار، إن حقّا على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد وملة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، فأنتم للنصيحة أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنا أمّة وأنتم أمّة، إن الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرية محمد صلى الله عليه وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون،


[١] كذا جاء عند الطبرى، وهو المناسب لما بعده، وجاء فى الكامل: «ابن عمك، يعنى ابن زياد» .
[٢] يشير الى ما صنعه أخوه محمد بن الأشعث إذا قال لمسلم بن عقيل. «لك الأمان، إن القوم بنو عمك: وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك» ثم أقبل بمسلم إلى قصر عبيد الله بن زياد ولم يهتم عبيد الله بهذا الأمان، وقتل مسلما، كما مر.
[٣] من الآية ٢٠ من سورة الدخان.
[٤] من الآية ٢٧ من سورة غافر.