للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلم، فقال له يزيد: إن حدث بك حدث فاستخلف الحصين ابن نمير السّكونى [١] ؛ وقال له: «ادع القوم ثلاثا فإن أجابوا وإلّا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا بما فيها من مال أو رقة [٢] أو سلاح أو طعام، فهو للجند، فإن انقضت الثلاث فاكفف عن الناس، واكفف عن علىّ بن حسين، واستوص به خيرا [٣] فإنه لم يدخل مع الناس، وقد أتانى كتابه» .

قال: ولمّا بلغ أهل المدينة خبر الجيش اشتدّ حصارهم لبنى أمية بدار مروان، وقالوا: «والله لا نكف عنكم حتّى نضرب أعناقكم [٤] أو تعطونا عهد الله وميثاقه أنكم لا تبغونا غائلة، ولا تدلوا لنا على عورة، ولا تظاهروا علينا عدوّنا، فنكفّ عنكم ونخرجكم» ، فعاهدوهم على ذلك، وأخرجوهم من المدينة، فساروا بأثقالهم حتّى لقوا مسلم بن عقبة بوادى القرى، فدعا عمرو بن عثمان بن عفّان أوّل الناس، فقال: أخبرنى ما وراءك وأشر علىّ، قال: لا أستطيع، قد أخذ علينا العهود والمواثيق ألا ندلّ على عورة ولا نظاهر عدوّا؛ فانتهره وقال: «والله لولا أنك ابن عثمان لضربت عنقك، وايم الله لا أقيلها قرشيا بعدك!»


[١] هو الحصين بن نمير بن ناتل بن لبيد بن جعثنة بن حارث بن سلمة بن شكامة ابن السكون، كما فى جمهرة أنساب العرب ص ٤٠٣.
[٢] الرقة: الدراهم، وجاء فى الكامل ج ٣ ص ٣١١ «دابة» .
[٣] يروى أن أهل المدينة لما ثاروا على بنى أمية كلم مروان بن الحكم على بن الحسين فى أن يجعل أهله عنده، فقبل ابن الحسين؛ وخرج بحرمه وحرم مروان حتى وضعهم فى يتبع.
[٤] كذا جاء فى النسخة (ك) ، وجاء فى النسخة (ن) «رقابكم) ، وجاء فى الكامل ج ٣ ص ٣١٢: «حتى تستنزلكم ونضرب أعناقكم» .