للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعل على ميمنته عمرو بن سعيد، وعلى ميسرته عبيد الله بن زياد، وكان يزيد بن أبى النّمس «١» الغسانى مختفيا بدمشق لم يحضر الجابية، فغلب على دمشق، وأخرج عنها عامل الضّحاك بن قيس، واستولى على الخزائن وبيت المال، وبايع لمروان، وأمدّه بالأموال والرجال والسلاح، فكان ذلك أول فتح- على بنى أمية.

وتحارب مروان والضحاك بمرج راهط عشرين ليلة؛ واقتتلوا قتالا شديدا؛ فقتل الضحاك، قتله زحنة «٢» بن عبد الله الكلبى، وقتل معه ثمانون رجلا من أشراف الشام، وقتلت قيس مقتلة عظيمة لم تقتل مثلها فى موطن قطّ، وكان ممن قتل هانىء بن قبيصة النميرى سيّد قومه، قتله وازع بن ذؤالة الكلبى، فلما سقط جريحا قال «٣» :

تعست ابن ذات النوف أجهز على فتى «٤» ... يرى الموت خيرا من فرار وأكرما «٥»

ولا تتركنّى بالحشاشة إننى ... صبور إذا ما النّكس مثلك أحجما

فعاد إليه وازع فقتله، وكانت هذه الوقعة فى المحرم سنة [٦٥ هـ] خمس وستين.

وقيل: كانت فى آخر سنة أربع وستين.