للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقالوا: والله ما ندرى أنحمدك أم نذمّك؟ فكان يقول: ما فعلته إلّا غيرة وحميّة.

وانتهى عبد العزيز إلى رامهرمز، وأتى المهلب خبره، فأرسل «١» إلى أخيه خالد بن عبد الله بخبر هزيمته، فقال للرسول: كذبت.

فقال: إن كنت كاذبا فاضرب عنقى، وإن كنت صادقا فأعطنى جبّتك ومطرفك. قال: ويحك! قد رضيت من الخطر العظيم بالخطر اليسير، ثم حبسه وأحسن إليه لما صحّ عنده خبر الهزيمة. وفى هذه الهزيمة وفرار عبد العزيز يقول ابن قيس الرقيّات «٢» :

عبد العزيز فضحت «٣» جيشك كلّهم ... وتركتهم صرعى بكلّ سبيل

من بين ذى عطش يجود بنفسه ... وملحّب «٤» بين الرجال قتيل

هلّا صبرت مع الشهيد مقاتلا ... إذ رحت منتكث القوى بأصيل

وتركت جيشك لا أمير عليهمو ... فارجع بعار فى الحياة طويل

ونسيت عرسك إذ تقاد سبيّة ... تبكى العيون برنّة وعويل