الشيبانى، ففرحوا به، وقالوا: تقوم مقام جبلة، وكان قدومه من الرىّ، فجعله عبد الرحمن على ربيعة، فدخل عسكر الحجاج، فأخذ من نساء أصحابه ثلاثين امرأة فأطلقهن، فقال الحجاج:
منعوا نساءهم لو لم يردّوهنّ لسبيت نساءهم إذا ظهرت عليهم.
قال: وخرج عبد الله بن رزام الحارثى يطلب «١» المبارزة، فخرج إليه رجل من عسكر الحجاج فقتله عبد الله، فعل ذلك ثلاثة أيام. فلما كان فى اليوم الرابع خرج فقالوا: جاء لا جاء الله به! فقال الحجاج للجرّاح: اخرج إليه. فخرج، فقال له عبد الله:
ما جاء بك؟ ويحك يا جرّاح! وكان له صديقا. فقال: ابتليت بك. قال: فهل لك فى خير؟ قال الجرّاح: ما هو؟ قال: أنهزم لك فترجع إلى الحجّاج وقد أحسنت عنده وحمدك، وأحتمل أنا مقالة الناس فى انهزامى حبّا لسلامتك، فإنى لا أحب قتل مثلك من قومى. قال: افعل.
فحمل الجرّاح عليه فاستطرد له، وحمل عليه الجرّاح بجدّ «٢» .
يريد قتله، فصاح بعبد الله غلامه وقال: إنّ الرجل يريد قتلك.
فعطف عبد الله على الجرّاح فضربه بعمود على رأسه فصرعه، وقال له:
يا جراح، بئسما جزيتنى! أردت بك العافية، وأردت قتلى. انطلق فقد تركتك للقرابة والعشيرة.
قال: ودام القتال بينهم بدير الجماجم إلى آخر المدة التى ذكرناها،